يتحدث هذا المقال عن المذهب المالكي ونشأة الامام مالك ومكانة الفقهية بين المذاهب الاربعة وكتاب الموطأ وشيوخ وتلاميذ واعلام الامام مالك رحمة الله وفضل الامام مالك في الاستنباط في السنة النبوية المطهرة والاستدلال من خلال القران الكريم باعتباره المصدر الاول للتشريع الإسلامي وكذلك الاستنباط من خلال القياس وغيرها .
سيرة الامام مالك رحمة الله تعالى فضلة وفضل فقهة الذى انتشار في جميع ارجاء البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وهذا ما دفعنا لدراسة هذا المذهب حيث يضم المذهب الكثير والكثير من ائمة ومشايخ وعلماء الدولة العباسية مثل ابو يوسف وبن كثير والاشهب وغيرهم من العلماء والفقهاء الاجلاء ، وكذلك الوقوف ودراسة شخصية الامام مالك الملهمة والفطنة الفريدة في استنباط ودراسة الفقه الاسلامي حيث انتشر هذا المذهب فى ارجاء البلاد وذلك لوسطية المذهب والدليل على عظمة هذا المذهب وما يحتويه من كتب ومؤلفات فقهية ،حيث لا زال العقيد الفقيه التي يحتويها المذهب المالك لازالت منتشرة الى الان على نطاق واسع واشمل بلاد عديده جدا في شمال افريقيا وجنوب افريقيا وبلاد الاندلس فقد انتشر في بلاد عديده مثل مصر والجزائر والسودان والمغرب وليبيا وتونس واريتريا والبحرين وموريتانيا والكويت والامارات العربية والمتحدة وبعض من مناطق المملكة العربية السعودية التي تأخذ بالمذهب المالكي في احكامها الفقهية وكذلك دولة السنغال وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا جنوبا وشرقا حيث بلاد الاندلس ، فسريعا ما انتشر المذهب المالكي ليس في الكوفة وبغداد فقط وانما في جميع ارجاء البلاد لوسطية الفقهية وتفسيره الاحاديث النبوية الصحيحة .
نشأة الامام ومكانته العلمية
اولا: نشأة الامام مالك
هو مالك بن انس بن مالك بن ابى عامر والدة هو انس بن مالك من رواة الحديث النبوي الشريف وجده مالك من التابعين وجده مالك كان يعد من افضل كبار التابعين واشتهر بعلمة الكبير والغزير الذى كان له فضل في تأثر حفيدة الامام مالك في تكوين شخصية الاسلامية ،وولد الامام مالك في المدينة المنورة فلم يرحل منها او يخرج منها الا على اداء فريضة الحج فقد درس وتعلم الفقه منذ الصغر فقد شهد له مشايخه بتمعنه وفطنة في علم الحديث والفقه وعندما بلغ من العمر سبة عشر سنه تفرغ للتدريس والفتوى .
وقال الامام مالك ذات يوم "ما جلست للفتيا والحديث حتى شهد لي سبعون شيخا من اهل العلم انى مرضاة لذلك" ونستنبط من ذلك ان مجلس الفتوى والحديث لا يكون بالسهل ان يجلس احد لكى يلقى على تلاميذ الفقه الفتوى والحديث وانما يأتي بالجهد ومدى تعلم وتتطلع الشخص او الامام الى علوم الفقه والحديث حتى يبلغ من العلم مقدر كبير وليس ذلك يجب ان يشهد له العديد من المشايخ الكبار حتى يتثنى له ان يعلم غير من التلاميذ ويجلس في مجالس الفتوى والحديث ويلقى الخطب على العامة من الناس والتلاميذ فكان الامام مالك من شهد له من المشايخ الكبار حيث ذكر سبعون شيخا كان ذلك بمثابة شهادة تخرج او صلاحية للتدريس الفقهي والحديث
ثانيا : مكانة الامام مالك العلمية
يعد الامام مالك من اشد الناس حرصا على تلقى العلم ووصول مرحلة العلماء الكبار فقد من علية الله سبحانه وتعالى بفطنة وذكاء تعينه على دراسة العلوم الفقهية مثل الفهم والحفظ فكان يذهب الى كلا من سعيد بن المسيب وعروة وغيرهم من حفظة الحديث فكان يستمع الى نحو ما يقرب من خمسون حديثا ثم يرحل لحفظهم وفهمهم حتى لا يخلط بينهم او يسئ فهمهم وترتيلهم .
اما عن القران الكريم وكتاب الله فقد حفظة فلم يقتصر على الفقه والحديث فقط وانما حفظ القران وفهمه فقد برع في حفظة وتجويده وتفسيره ليس هذا فحسب أي لم يقتصر على العلوم الشرعية وانما برع فى علم الفلك حيث قام بكتابة كتاب يتكلم فيه عن النجوم والزمن والقمر.
وشهد الامام الشافعي للأمام مالك حيث قال "مالك حجة الله على خلقة"
وهذا يعنى ان الامام مالك رحمة الله كان حجه فقهية واسلامية كبيرة وهذه شهادة من امام الشافعي صاحب المذهب الشافعي وهذا يعنى ان شهادة الامام الشافعة للأمام مالك شهادة كبيرة بعلمة وحجة على غيرة ويقول ابن مهدى ايضا "ما رأيت احد اتم عقلا ولا اشد تقوى من مالك " وهذا دليل على نبوغ عقل الامام مالك في تفسير الحديث والفقه وترتيل القران ونلاحظ ذلك ان الامام مالك لم يقتصر على العلوم الشرعية وانما تمعن في العلوم الكونية مثل دراسة علم الفلك والنجوم وهذا يؤكد كلام ابن مهدى حينما شهد للأمام مالك بنبوغ العقل وتمام التقوى والايمان .
ويقول الليث بن سعد في حق الامام مالك انه "مالك عالم تقى علم مالك أمان لمن اخذ به من الانام"
وهذه شهادة ايضا بأن الامام مالك له من العلم والتقوى والورع فقد جمع الامام مالك بين التقوى والصلاح في تعاملاته مع غيره من الناس والتلاميذ وفى نفس الوقت لدية علم كبير وينفع به الناس فلم يقتصر الامام مالك على تعليم نفسة فقط وانما تعلم وعلم غيرة من العامة حتى ينتفعوا بالعلم في دنياهم واخرتهم .
كتاب الموطأ للامام مالك
ويعد كتاب الموطأ من افضل الكتب التي الفت من الامام مالك فهو كتاب افضل نفعا للناس واكثر تأثير الى الان ،ولجأ الخليفة ابى جعفر المنصور وهو الخليفة العشرون الذى خلف النبي صلى الله علية وسلم فى حكم الدولة الاسلامية ومؤسس الدولة العباسية فقد طلب من الامام مالك ان يقوم بتأليف يربط بين الشتات والمعاير العلمية فقال الخليفة ابى جعفر المنصور للأمام مالك "يا ابا عبد الله ضع الفقه ودون منه كتابا وتجنب شدائد عبد الله بن عمر واقصد الى اوسط الامور الى اخر الرواية.." فقام الامام مالك بتأليف كتاب الموطأ حيث تجنب الشدائد وتوصل الى اوسط الامور الفقهية التي تنفع الناس في المجتمع الفقهي والإسلامي وادخل في الكتاب ما اجتمع به الصحابة في الرأي والا يخالف الناس اما اجتمع علية الصحابة في الرأي
اولا: منهج الكتاب العلمي:
اهتم اهل العلم بكتاب الموطأ واعتنوا به عناية كبيرة لما فيه من منهج علمي وفقهي سليم وايضا لعظمة نفعة لأهل العلم والعامة من الناس ولتلاميذ الامام مالك لأنه يحتوى على الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله علية وسلم ،حيث ضم كتاب الموطأ اكثر من الف وسبعمائة وعشرين حديثا صحيحا ولدية ستمائة حديث مسند ومائتان واثنين وعشرون كتاب مرسل وستمائة وثلاثة عشر حديث موقوفة حيث ذكر تراجم الابواب على نحو الاستشهاد فقط والمذكور في كتابة على احاديث الصلب ليس التراجم ويأتي في المقدمة من الاحاديث ما روى من صحيح البخاري فلم يجرد كتاب الموطأ من المصادر الصحيحة لسند السنة في كتابة فقد جمع الاحاديث الصحيحة عن صحيح البخاري ذات المكانة المرموقة في الاحاديث الشريفة النبوية
المطهرة ،هذا ما جعل كتاب الموطأ يحتل مكانه كبيره في وسط الكتب الفقهية الكبيرة ذات المكانة المرموقة والتي اعتبرت مصدر فقهى ومرجع إسلامي لينتفع به الناس من العامة وعلماء وائمة الفقهاء الكبار وكذلك التلاميذ الذين تتلمذوا على يد الشيخ الامام مالك.
فقد احتل كتاب الموطأ شهرة فائقة في ذلك العصر الى وقتنا هذا فقد نشر في جميع ارجاء البلاد الاسلامية من الشرق الى الغرب وامتد الى الشمال حتى الجنوب وذلك لما فيه من علم كبير وفضل فقهى عظيم فقد تم نشره على يد اسد بن الفرات في الكوفة والعراق ونشرة محمد بن الحسن الامام الجليل وغيرهم من الائمة والمشايخ الكبار هذا ما اثر على الحركة الفقهية والاسلامية بشكل كبير فكما ذكرت هوا مرجع إسلامي ضخم يضم في طيات صفحاته الكثير والكثير من الاحاديث والاسانيد الفقهية الصحيحة.
ثانيا :مضمون كتاب الموطأ
يضم كتاب الموطأ واحد وستون كتاب حيث يحتوى على كتاب الطهارة والصلاة والزكاة والفرائض والنكاح وكتاب العين وكتاب الصيام وكتاب الحج والوصية وكتاب الاستئذان والعتق والولاء وغيرهم من الكتب التي تحتوى على الاحاديث النبوية الصحيحة حيث قام بتنظيم الاحاديث التي رواها البخاري وغيرهم من التابعين وقام بضمهم في كتاب يحتوى على واحد وستون كتابا فكان يعمل الامام الكتاب على جمع كل الاحاديث الفقهية الصحيحة ثم يقوم بالتفسير والشرح الفقهي كلا في كتاب يتكلم عن الصيام فمثلا كتاب الصيام في كتاب الموطأ بقوم بتفسير كل الاحاديث الصحيحة عن الصيام وشرحها وتفسيرها وكذلك الحال في باقي الكتب.
ثالثا :اراء العلماء في كتاب الموطأ
شهد الامام الشافعي للأمام مالك على كتاب الموطأ فقال "ما كتاب انفع من كتاب مالك بن انس" فهذه شهادة كبيره من الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي حيث قال ان كتب الامام مالك وبالأخص كتاب الموطأ من انفع الكتب الفقهية التي تحمل احاديث نبوية شريفه صحيحة كما شهد الامام البخاري في حق الامام مالك فقال "أصح الاسانيد كلها مالك وكثيرا ما ورد هذا الاسناد في الموطأ"
ونتوقف هنا عند شهادة الامام البخاري الذى روى الكثير والكثير من احاديث النبي والصحابة رضوان الله عليهم وتدل هذا الشهادة على ان الامام مالك وكتبة من اصح الكتب الفقهية والتفسيرية والاحاديث المسندة الصحيحة لما يضمه الكتاب من علم كبير .
كما قال ابو بكر بن العربي وهو قاضى جليل عن كتاب الموطأ انه من افضل الكتب الصحيحة التي تحمل العديد من الاحاديث النبوية الشريفة والاسانيد الفقهية الصحيحة.
اصول المذهب المالكي وطريقة الامام مالك في الاجتهاد
اتصف الامام مالك بطابع فريد عن باقي الائمة من حيث طريقة الاجتهاد فأستنبط فقهة من القران الكريم الذى هو المصدر الاول للتشريع الإسلامي ثم السنة النبوية المطهرة واقوال الصحابة رضوان الله عليهم وارضاهم ثم المصلحة المرسلة والاستحسان وسد الذرائع وسأستعرض فيما يلى طرق الاستنباط
اولا: القران الكريم
القران الكريم باعتباره المصدر الاول للاجتهاد الفقهي فاعتمد علية الامام مالك فى استنباطه وفقهه لان القران الكريم هو كتاب لاريب ولا شك ولا خلاف علية فهو كتاب الله في الارض الذى ينبغي على كل مسلم وامام وفقهية ان يكون مصدر اجتهادهم .
ثانيا :السنة النبوية المطهرة :
كان الامام مالك يستنبط من الاحاديث النبوية الشريفة خصوصا المرسلة منها والاحاديث الذى رواها علماء اهل الحجاز كما انه اجتهد بخبر الاحاد وهو خبر ما رواه شخص واحد من حديث فكان يقدم ويعطى اولوية عليه كما انه كان يعطى اولوية على خبر الاحاد عن القياس في فقهة وكتاباته .
ثالثا: قول الصحابي
استنبط الامام مالك بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم كالصحابة من الخلفاء الراشدين الذين لزموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاركة ومجالسة الفقهية وكان يعطى اولوية لأقوال الصحابة رضوان الله عليهم عن العمل بالقياس.
رابعا: المصلحة المرسلة
والمقصود بها علم اصول الفقه فكان الامام مالك رحمة الله يهتم بالأصلح حيث لا يوجد فيه نص ، فقد استنبط بها في اجتهاداته الفقهية حتى وان كان هناك مصلحة اخرى مرجوه الا ان المصلحة المرسلة مقيدة بعدة قيود منها :
قيود المصلحة المرسلة للامام مالك
- ان تكون المصلحة المرسلة يقبلها العق والمنطق طبقا للتشريع الفقهي فلا يكون لها مدخل في المتعبدات .
- ان يتكون وجودها رفع حرج لازم في تعاليم الدين وان تكون عامة على الكافة وليس خاصة جزئية.
- ان يكون الباحث فى المصلحة شخص متحلى بالاجتهاد الفقهي ومتمعن بأحكام الشريعة وناضج عقلة.
- ان يكون الناظر للمصلحة المرسلة ملائم لمقاصد الشريعة ،بحيث لا تتنافى مع احكام الشريعة .
خامسا: الاستحسان
كان يطلق الامام مالك على الاستحسان لفظ اصطلاحا المبنى أحكامه على المصلحة وهذا يعنى انه اذا واجه الامام مالك مسألة تؤدى الى افساد او مفسدة فانه يمنع جلبها بالاستحسان وذلك باستثناء الاصل منها وثبوتا للقاعدة وهذا يعنى اعطاء اولوية للاستدلال المرسل على احكام القياس.
سادسا: سد الذرائع
فقد استنبط الامام مالك الى سد الذرائع اعتمادا بقاعدة " سد ما يجوز فعلة الى ما لا يجوز فعلة من افعال محرمة" فقد عرف الامام مالك وتلاميذه سد الذرائع" بحسم مادة وسائل الفساد دفعا له" فمثلا سد ذرائع من باع سلعة بشعر امثال ثمنها حيث انه في الاصل اشتراها بربع ثمنها او ما يقل عن ذلك "مختلف علية" ومتفق على سد ذريعة "كمن يصنع الاصنام ليتعبده غيره " وهذا متفق علية منع فعلة ولا يجوز لمن يفعله بحجة كسب الرزق من ورائه
شيوخ وتلاميذ الامام مالك
التحق الامام مالك بمدرسة الحديث على يد علماء الفقه في المدينة المنورة منهم على بن شهاب والشيخ ربيعة بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد وعبد الله بن دينار ونافع بن عمر.
تلاميذ المذهب المالكي:
ضم المذهب المالكي العديد والعديد من الائمة والشيوخ الكبار في هذا المذهب فمنهم ابن وهب وابن القاسم والاشهب والاصبغ ومنهم في الاندلس مثل ابو عبد الله بن عبد الرحمن القرطبي وابن كثير وغيرهم من الائمة الكبار الذين يمثلوا المذهب المالكي.
1-ابن وهب:
سمى ابو محمد الفهري وكان موطنه مصر ويكن بها وولد في الفسطاط فلزم الامام مالك رحمة الله اكثر من عشرون سنه وتفرغ في حياته كباقي الشيوخ الكبار في طلب العلم وتعلم اصول الفقه على يد المشايخ والائمة الكبار مثل الامام مالك وايضا احد من اهم تلاميذ الامام مالك الذى اثر فيهم المذهب المالكي وتوفى عام 197 هجرية وولد عام 125 هجرية .
2-ابن القاسم:
يعد ابن القاسم اهم تلاميذ الامام مالك حيث لزمه الامام مالك رحمة الله لمده عشرون عام مثل ابن وهب حيث يعد ابو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد ابرز التلاميذ المخلصين للأمام مالك فكان يحفظ ويفهم ما يقوله الامام مالك في المجالس الفقهية حيث قال الامام مالك لابن القاسم ذات يوم "انت رجل تقى زاهدا تقيا "
3-الاشهب:
هوا اشهب بن عبد العزيز القيسي ولد عام 140 هجرية خلال الدولة العباسية وعمل بالقضاء ولقب بمفتي مصر وهو في الاصل عالم ومفتى كبير فكان من اهم رواد المذهب المالكي ولا ينكر احد فضلة فى فقهة وحسن راية فقال عنه الشافعي "ما اخرجت مصر أفقه من اشهب" ويدل هذا على ان الاشهب كان عالم فقهى كبير في وقت كانت مصر بها العديد والعديد من الفقهاء الكبار .
4-الاصبغ:
قيل عن اصبغ ان من اعلم الناس برأي الامام مالك وقد اخد فقه الامام مالك من ابن القاسم بن خالد والاشهب وقد ألف العديد من الكتب مثل كتابة "كتاب الاصول" ولقد توفاه الله عام 225 هجرية في مصر .
5-عبد الرحمن القرطبي:
وهو اسمة محمد بن احمد بن ابى بكر بن فرج ولد في الاندلس من عرق عربي الاصل وتوفاه الله سنه 193 هجرية وعمل مفسر احاديث نبوية وعالم في العقيدة الاسلامية وقد ألف العديد من الكتب الفقهية مثل كتاب الجامع لأحكام القران ،حيث انه تعلم اللغة العربية وقواعدها وتفرغ لدراسة البلاغة وعلوم الشريعة الاسلامية فهو من كبار المفسرين وكان يتصف بالزهد في الحياه متفرغا لعبادة الله تعالى وتفسير احاديث رسول الله صلى الله علية وسلم .
6-بن كثير
ولد ابو محمد يحيى بن يحيى بن كثير الليثي عام 152 هجرية وهو امام وفقيه وهو مالكي المذهب وكان له الفضل في نشر مذهب الامام مالك في الاندلس فوصفة الامام مالك رحمة الله بعاقل الاندلس لشده نبوغ عقله حيث كان من افضل الفقهاء في عصر الى الان ،فكان امير الاندلس آنذاك لا يقوم بتولية احد في منصب القضاء الا ان يرجع بالمشورة والرأي الى بن كثير وهذا يدل على مكانته الرفيعة في وسط بنى قومة وذلك لحكمة العاقلة وفطنة عقلة وتورعه في العلم ، فتلك كانوا ابرز علماء ومشايخ وتلاميذ الامام مالك الذين نشروا المذهب المالكي في العراق ومصر والاندلس وذلك لان تلك الشخصيات الكبار في المجتمع الفقهي امنوا بالمذهب المالكي لوسطية المذهب في تفسير القران الكريم والسنه النبوية والاسانيد الصحيحة التي يضمها المذهب المالكي .
تلخيص المذهب المالكي
ونستطيع ان نقول في نهاية المطاف المتواضع ان المذهب المالكي هو من اشهر المذاهب الاربعة الفقهية بين المذهب الحنفي والمذهب الحنبلي والمذهب الشافعي ،فكان فضل الامام مالك على الامة الاسلامية هو ترك مذهب فضلة عظيم في اثر الامة الاسلامية وتعليم الكثير من تلاميذ المذهب المالكي مثل بن كثير وابو يوسف وغيرهم من الائمة الذى اثر فيهم المذهب المالكي في شخصيتهم الاسلامية والفقهية .
والدليل على عظمة هذا المذهب وما يحتويه من كتب ومؤلفات فقهية ،حيث لا زال العقيد الفقيه التي يحتويها المذهب المالك لازالت منتشرة الى الان على نطاق واسع واشمل بلاد عديده جدا في شمال افريقيا وجنوب افريقيا وبلاد الاندلس فقد انتشر في بلاد عديده مثل مصر والجزائر والسودان والمغرب وليبيا وتونس واريتريا والبحرين وموريتانيا والكويت والامارات العربية والمتحدة وبعض من مناطق المملكة العربية السعودية التي تأخذ بالمذهب المالكي في احكامها الفقهية وكذلك دولة السنغال وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا جنوبا وشرقا حيث بلاد الاندلس ، فسريعا ما انتشر المذهب المالكي ليس في الكوفة وبغداد فقط وانما في جميع ارجاء البلاد لوسطية الفقهية وتفسيره الاحاديث النبوية الصحيحة .
وجمع المذهب المالكي بين النقلية للقران الكريم باعتباره المصدر الاول للتشريع الاسلامي وكذلك السنه النبوية المطهرة الشريفة وجمع ايضا بين القياس والعقلية الاسلامية والوسطية والاستحسان والمصالح المرسلة وسد الذرائع في احكامه وتم الحديث عن ذلك تفصيلا في بحثنا المتواضع .
كما تحمل المدرسة المالكية الكثير من رفقاء عاصروا حياة النبي صلى الله علية وسلم وبعد وفاة وكان ذلك له اثر في محدودية اعتماد على الحديث خلاف المدارس الفقهية الاخرى ويمكن ان استخلص ان الائمة الأربعة وهم الامام مالك والامام الحنفي والحنبلي قد استنبطوا ادلتهم الفقهية وفقا للأدلة الفقهية التي كانت متوفرة لديهم في عصرهم .
ومن خلال بحث دراستنا عن المذهب المالكي اتضح ان المسلمون يتخذون المذهب المالكي في اداء واجباتهم وفرائضهم الدينية تجاه ربهم وعلى المسلم اختيار احد من المذاهب الاربعة فكلاهم مذاهب اسلامية استنبطت احكامها وفقا للقران الكريم والسنة النبوية المطهرة والقياس غيرها من الاستنباطات الفقهية السليمة .
تعليقات
إرسال تعليق