مذهب الامام أبى حنيفة النعمان
مولد ونشأة الامام أبى حنيفة النعمان
ولد الامام ابى حنيفة النعمان بن ثابت بن مرزُبان زوطى الكوفى وسمى بالكوفى نسبة لمولده في عام 80 هجرية بالكوفة وهى احدى المدن الواقعة في العراق ولقد عاصر الامام ابى حنيفة الحجاج بن يوسف الثقفي الذى كان واليا على العراق في ذلك الوقت وقد اشتهر بالقوة والشدة على محاربة خصومة كما عاصر ايضا الامام ابى حنيفة الفتن التي شابت الدولة الاموية منذ صغرة اما في صباه عندما اشتد جسده ،عاصر الخليفة عمر بن عبد العزيز حيث الولاية الاكثر طمأنينة والعدل والخير الوفير الذى كان في بيت مال المسلمين كما كان فى ذلك الخلافة انتشار العدل وانتشار الحركة الفقهية في المجتمع الاسلامي.
وقد وهبة الامان ابى حنيفة نفسة الى التدريس وتعليم تلاميذه ومن تتلمذ على يده الفقه الإسلامي فقد ذاع صيته واشتهر شهر كبيرة في عصر الدولة الاموية فقدم نحوه اناس كثيره للتعلم على يده فأقبل علية تلاميذ كثيرة من جميع ارجاء البلاد لسماع تفسيره الفقهي ،وعلى ذلك فقد طلب من الامام تولى منصب القضاء الا انه رفض لان الصراع كان مشتد لذروته بين الاموين وبين العباسيين لتولى الحكم فأمر الوالي ابى هبرة بحبسة والقاء الامام في السجن لرفضة منصب رفيع مثل القضاء.
وبعد الصراع الذى اشتد بين العاسين والاموين ،تولى العباسيين الخلافة والحكم ودخل فى نزاعهم ايضا العلوين فكان الأداة التي استخدمها العباسي نهى تجميع اكبر قدر ممكن من الائمة والمفكرين والمثقفين بجانب الدولة العباسية حتى يؤيدوهم في الحكم فطلب من الامام ابى حنيفة مثلما فعل الاموين معه قبل ذلك ،وطلب منه ان يتولى منصب القضاة في عهد الدولة العباسية ولقد رفض ايضا لأنه شعر بأنه مجرد اداه لتأييد حكم وخلافة معينة ليس في قدراته فأمر الخليفة ابو جعفر المنصور بألقاء الامام في الحبس ولقد توفاه الله في عام 150 هجرية .
والد الامام أبى حنيفة النعمان
وكان والد الامام ابى حنيفة يعمل تاجرا وكان عمرة والدة حين ولد الامام 40 سنه وكان ابى حنيفة من اصل عربي ويقول المؤرخ الإسلامي الشهير الخطيب البغدادي عن والد ابى حنيفة كان والد الامام أبى حنيفة مهتم جدا بتعلميه القران والآداب والقيم قال ان ابى حنيفة ولد بعد 67 عام من وفاة النبي صلى الله علية وسلم وكان بعض الصحابة الذين عاصروا حياة النبي صلى الله علية وسلم كانوا موجودين في حياة الامام ابى حنيفة مثل الصحابي انس بن مالك والصحابي ابو طفيل عامر بن واثلة الذى توفاه الله عام 100 سنه من الهجرة وقد كان يبلغ من العمر الامام 20 سنه .وليس هذين الصحابيين فقط الذين عاصرهم الامام ابى حنيفة فقد عاصر كلا من انس بن مالك وعبد الله بن الحارث وجابر بن عبد الله ومحود بن الربيع وابو طفيل عامر و واثلة بن الاسقع ومعقل بن يسار وامير بن وائل و ابو امامه الباهلي.
كل ذلك اثر في الحياه الفكرية والثقافية والفقهية والدينية لدى الامام مما يجعله من اعظم الفقهاء الاسلامين الذين ذاع صيتهم في جميع ارجاء البلاد والذى قدم كثير من التلاميذ لتعليم اصول الفقه على يده.
فقه الامام أبى حنيفة النعمان
اتجه الامام ابى حنيفة الى طلب العلم جاهدا وصار يخترق طبقات العلماء بعلمة الوفير وفطنة وذكاءه وقد كان تدرج العلم في ذلك العصر عبارة عن ثلاث تدرجات وهى
- اصول العقائد
- الاحاديث النبوية
- السنة والكتاب
أصول الامام أبى حنيفة النعمان
اصول العقائد:
وهو علم التوحيد كما اطلق علية الامام ابى حنيفة "علم الكلام" او "الفقه الاكبر" وانه علم اثبات العقائد والاصول الدينية واركان الاسلام.
الاحاديث النبوية:
وهو علم اتصف به الامه الاسلامية وهو علم الدراسة الكاملة لكافة الاحاديث الدينية من حيث الاثبات والاسانيد النبوية الصحيحة.
الكتاب والسنة:
وهو العلوم الشرعية وتفسير القران والاحاديث النبوية الشريفة ويشمل هذا العلم فروع الاصول والفقه وعلم الفروع والقواعد الفقيه وتفسير السنة النبوية المطهرة.
وتقول الروايات ان ابى حنيفة اشتهر بكونه متفرغ لطلب العلم فقط وروى ابى يوسف وهو من تلاميذ الامام ابى حنيفة فقد قال وهب نفسة وحياته للعلم فقط فأختار علم اصول العقائد ثم تركة بعدما تمعن فيه ولما سألة ابى يوسف عن كيفية توفيقة في علوم الفقه اجاب الامام ابى حنيفية النعمان بكل تواضع لقد وهبني الله التوفيق والسداد في ذلك العلم فلم يتكبر الامام بعلمة الوفير وهذه سمة من سمات العلماء وهى انكار الذات وطلب العلم وليس الشهرة.
كما قراء ابى حنيفة العلوم الاسلامية جميعها وثقف نفسة وتحصن بالعلم فقد حفظ القران وتمعن فى احاديث كثير جدا وقرأ الكثير من الشعر والادب في عصره واطلع على الفتاوى الكثيرة على يد المشايخ الذى عاصرهم –ولما كانت الكوفة –بها العديد من مواطن الفقهاء الذين كانوا يعلمون اصول الفقه كان الامام ابى حنيفة هو من يحاورهم ويتجادل معهم في علوم الفقه والعلوم الشرعية وهذا كان له اثر عظيم في تكوين الشخصية الاسلامية صاحبت العلم والاصول الفقهية التي جعلة من اعظم الائمة الفقيه ومن أشهرها الزواج على المذهب الحنفى ورأية الفقهى فى موانع الميراث ، واذكر الجملة الشهيرة التي قالها عندما سأل من احد تلاميذه عن اثر تلك البيئة الاسلامية في نفسة فقال "كنت في معدن العلم والفقه فجالست اهلة، ولزمت فقها من فقهاهم " وهذا دليل على ان الامام ابى حنيفة قد اطلع على علوم فقه لمشايخ عديده جدا في عصرة واكتفى بفهة واحد يكرس له وقته وعلم فيه.
مكانة الامام أبى حنيفة النعمان الفقهية
لقد كانت مكانة الامام ابى حنيفة كبيرة جدا في الوسط الفقهي حيث كان اول من وضع كتاب الفرائض وقد شهد له العديد من الفقهاء الذين عاصروا حتى من كان بينه وبينه خصومة كما قال ابن شبرمه "ان كان يجوز لاحد ان يتكلم في دين الله برأيه فأبو حنيفة" وهذه الجملة لها اثر عظيم حيث تدل على علو المكانة الفقهية التي كان يتمتع بها ابى حنيفية في الوسط الإسلامي والفقهي .
قول العلماء و الائمة في الامام ابى حنيفة
قول الأعمش عن الامام أبى حنيفة
قال الأعمش عن أبى حنيفة وهو تابعي من حفظة الحديث النبوي فقد قال "ان ابى حنيفة لحسن المعرفة بمواضيع الفقه الدقيقة وغوامض العلم الخفية" وهذا دليل اخر على مدى وصول الامام ابى حنيفية بالمواضيع الفقهية الخفية التي اغفل البعض عنها وفسرها ابى حنيفية من ناحية فقهية سليمة وصحيحة.
قول ابن المبارك عن الامام أبى حنيفة
وقال ابن المبارك ايضا عن ابى حنيفية "افقهه الناس ابى حنيفية ما رأيت في الفقه مثلة "
قول يحيى بن سعيد القطان عن الامام أبى حنيفة
شهد له يحيى بن سعيد القطان حيث قال عن الامام ابى حنيفية" لا نكذب والله ،ما سمعنا احسن من رأى ابى حنيفة وقد أخذنا بأكثر اقواله " وهذا دليل على ان كل من يشهد بعلم ومكانه الامام ابى حنيفية ليس مجاملة له وانما هذا الكلام عن صدق كبير في حق الامام ابى حنيفية حيث اخد برأيه الفقهي الكثير والكثير من الناس.
قول الامام الشافعى عن الامام أبى حنيفة
لقد شهد الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي حيث قال عن الامام ابى حنيفة ان" الناس في الفقه عيال على ابى حنيفة" وهذا دليل على صغر حجم العامة من الناس وكبار الفقه ان الامام ابى حنيفية لدية درجة عالية من مراتب العلم والفقه والعلوم الشرعية ويختلف عن البقية من فقهاء عصرة .
قول جعفر بن الربيع عن الامام أبى حنيفة
كما شهد له جعفر بن الربيع وهو شيخا من اصحاب الحديث قال عن الامام ابى حنيفة انه لما عاصرة خمس سنين لم يجد انسان اشد صمتا وسكون ووقار فلما تفتح باب الحديث الفقهي معه يتكلم بطلاقة كالوادي عندما يسيل ،فيسيل معه نهر العلم الوفير لدية .
قول ابن شبرمه عن الامام أبى حنيفة
قال ابن شبرمه "ان كان يجوز لاحد ان يتكلم في دين الله برأيه فأبو حنيفة" وهذه الجملة لها اثر عظيم حيث تدل على علو المكانة الفقهية
فكان ذلك له اثر عظيم على شعبية الامام ليس في الوسط الفقهي فحسب وانما وسط العامة من الدولة الاموية فكان يخشى الامراء والحكام من الامام ابى حنيفية ان تنجرف شخصية وشعبية الى التفات الناس حولة
ان كل هذه الدلائل من الائمة والتابعين وتلاميذ الامام ابى حنيفية ورأيهم في الامام يدل دلاله قاطعة انه كان امام على قدر عالي من التدرج العلمي وانه قد وصل الى مرحلة العالم والفقيه الاسلامي الذى يتتلمذ على يده كثير من التلاميذ الذين اصبحوا فيما بعد ائمة وشيوخ كبار فكان ونعم التواضع والخلق والصفات النبيلة التي تبعث القيم الحميدة في نفوس تلاميذه ومن يحاوره في الرأي .
طريقة الامام أبى حنيفة النعمان في الاجتهاد
قيل عن الامام ابى حنيفة "اخذ بكتاب الله ،فان لم اجد فبسنة رسول الله صلى الله علية وسلم فان لم اجد فى كتاب الله ولا في سنه رسول الله صلى الله علية وسلم اخذت بقول الصحابة اى اخذ ما شئت منهم واودع ما شئت منهم ولا اخرج عن قولهم الى قول غيرهم"
وهذه الرواية عن ابى حنيفية لها اثر كبير على معرفة مصدر فقه الامام الحكيم واصول مذهبه الذى بنى عليها مدرسة الفقهية حيث ان اذا عرضت علية مسألة فقهية او طرحت في المجتمع الفقهي مسألة فقهية فكان يستدل من القران الكريم اولا فان لم يجد حل لمسألة الفقهية استدل بأحاديث رسول الله صلى الله علية وسلم وهذا لا يعنى ان القران قد ترك مسالة دينية لم يرتلها في محكم تنزيله وانما هي الحياة التي يغلب عليها التطور الزمنى وحدوث اشياء جديده فيجد الامام ابى حنيفة حل لهذه المسألة في احاديث رسول الله صلى الله علية وسلم والتي رواها التابعين لرسول الله والصحابة رضوان الله عليهم فان لم يجد حل لمسألة فقهية فى كتبا الله ولا احاديث رسول الله كي يستند عليها ،كان يستند على اقوال صحابة رسول الله رضوان الله عليهم حيث يأخذ من اقوالهم ما شاء ويودع اقوالهم منهم ما شاء فتوصل الى أراء فقهية كثيرة التى سنذكرها تفصيلا فى هذا المقال.
وروى عن سهيل بن مزاحم المروزى وهو فقيه ومفتى كبير انه قال "كلام ابى حنيفة اخذ بالثقة وفرار من القبح والنظر في معاملات الناس وما استقاموا علية وصلح علية امورهم يمضى الامور على القياس فاذا قبح القياس امضاها على الاستحسان ما دام يمضى له فاذا لم يمض له رجع الى ما يتعامل المسلمون به"
وتفسير هذه الرواية عن سهيل بن مزاحم ان الامام ابى حنيفة كان كلامه به من الثقة الذى يصدقه العقل ويستقر في النفوس وما يقول من فتاوى وفقه جليل هو كلام موزون بالقياس بما يتماشى مع الطبيعة الاسلامية ويدل ايضا على ان المصادر التي يستل بها الامام ابى حنيفة في فقه هو القران الكريم والسنة النبوية المطهرة والاجماع والقياس والاستحسان والعرف والعادة المتدرجة بين الناس في ازهى ازدهار للدولة الاسلامية.
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالقران الكريم
نعلم ان القران الكريم وكتاب الله هو المصدر الاول للتشريع الفقهي وهو اعلى مصدر نستدل منه في أي مسألة فقهية لان كتاب محكم لا ريب فيه ولا شك لا محرف فكان للإمام ابى حنيفة هو مصدرة الاول في استدلاله الفقهي .
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالسنة النبوية
والسنة النبوية المطهرة عند ابى حنيفية ليست كتلة واحده وانما منقسمة الى السنة القولية الى السنة الفعلية ويعطى اولوية السنه المتواترة وهى اعلى درجة واعلى صحة ومصداقية عن علم الحديث "خبر الاحاد " وهو علم الحديث ونقسم الى عزيز واحاد ومتواتر فكان لا يجمع بينهم بل انه كان يجعل الامر متروك لخبر الاحاد اذا خالف قاعدة شرعية مأخوذة من نص القران والسنة.
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالاجماع
ويكون الاجماع في حالة ما اتفق علية احصاب رسول الله وما اختلفوا علية في الرأي بعد وفاة رسول الله صلى الله علية وسلم.
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالقياس
والقياس هو ادخال فرع بأصل يكون موجود به حكم معين من الوجوب لو جود علة الحكم في الفرع ، والامام ابى حنيفة يعطى للسنة اولوية حتى ولو كان حديث مرسل من اصحاب رسول الله وايضا يعطى الاولوية للحديث او السند الضعيف على القياس.
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالاستحسان
وهو اذا عرض على الامام ابى حنيفة مسألة فقيه او وجود دليلين فيأخذ بالأحسن والافضل بين الدليلين الفقهين وليس وفقا لهواه وانما بالحكمة والفطنة التي ولد بها.
اجتهاد الامام أبى حنيفة النعمان بالعرف والعادة
العرف هو ما استقر فى العقل وصدقته النفوس وصار عادة متدرجة بين الناس وبعضهم والعرف احيانا ما يكون دليل شرعي عندما لا يكون هناك دليل شرعي من القران الكريم والسنة النبوية ولكن يجب يوضع فى الاعتبار ان الاعراف التي تخالف الشريعة الاسلامية لا يؤخذ بها كالربا عندما صار عرف مدارج بين التجار وبعضهم في معاملاتهم التجارية .
شيوخه وتلاميذه الامام أبى حنيفة النعمان
اولا: شيوخ الامام أبى حنيفة النعمان
تتلمذ الامام ابى حنيفة في صباه على يد شيوخ وائمة كبار مثل هشام بن عروة ونافع مولى ابن عمر وغيرهم من الشيوخ الكبار الذين اثروا في تكوينه الفقهي والإسلامي حيث استقر على التعلم على يد الشيخ حماد بن ابى سليمان لمدة تصل الى ثمانية عشر سنه لذلك كانت هذه المدة لها اثر عظيم للإمام ابى حنيفة وعندما مات استاذه الشيخ حماد بن ابى سليمان طلب تلاميذ الامام حماد من الامام ابى حنيفة مواصلة الدروس الفقهية.
ثانيا: تلاميذ الامام ابى حنيفة النعمان
تتلمذ على يد الامام ابى حنيفة تلاميذ كثيره وصاروا فيما بعد شيوخ وائمة كبار منهم ابو يوسف وزفر وغيرهم من التلاميذ الذى كان فضل الامام عليهم كبير فى تعليمهم اصول الفقه والدين الإسلامي.
أ-ابو يوسف:
تعلم ابو يوسف على يد الامام ابى حنيفة وولد ابو يوسف بالكوفة فى نفس موطن استاذه الامام ابى حنيفة عام 112 هجرية ولقب ابو يوسف الامام ابى حنيفة وهو" بالشيخين"
وتعلم ابو يوسف الفقه وحاوره في الرأي الفقه والحديث ورجع عن بعض من آرائه .
ب-محمد بن الحسن:
كان ايضا محمد بن الحسن احد تلاميذ الامام ابى حنيفة حيث تلقى العلم على يده وصار احد تلاميذ هذه المدرسة الفقهية العظيمة وولد محمد بن الحسن في عام 132 هجرية حيث نشاه كانت في الكوفة مثل استاذه الامام وتلقى الفقه عن ابو يوسف ودرسه عن الامام مالك.
وتعد كتبة منارة علمية كبير حيث الف العديد من الكتب مثل كتاب الجامع الصغير والجامع الكبير والزيادات وكتاب الاصل ، وكان له الفضل ايضا على المذهب الحنفي من خلال اضفاء الحديث حيث كان له اتصال كبير عن الامام مالك والامام الشافعي .
علاقة الامام أبى حنيفة بالمذهب الشافعى
ان المذهب الشافعي من اشهر المذاهب الفقهية والتي ضمت مدرسة الامام ابى حنيفة العديد والعديد من التلاميذ والذين صاروا فيما بعد شيوخ وائمة كبار وكان لهم الفضل فى تشريف المذهب الحنفي والفضل يرجع الي الامام ابى حنيفة والذى ايضا كان من اهم وافضل الائمة الذين درسوا الفقه الإسلامي واثروا فيه واثر فيهم من خلال اجتهاده الفقه في المسائل الدينية
فكان ذلك له نتائج كبير حيث التف حول الشيخ الامام ابى حنيفة العديد والعديد من التلاميذ من جميع ارجاء البلاد ليتعلموها على يده الفقه واصول الدين حيث تكلم كثير من الائمة والشيوخ الكبار عن الامام وعن فضلة الكبير في اجتهاداته الفقيه فيقول الأعمش وهو تابعي من حفظة الحديث النبوي فقد قال "ان ابى حنيفة لحسن المعرفة بمواضيع الفقه الدقيقة وغوامض العلم الخفية" وهذا دليل اخر على مدى وصول الامام ابى حنيفية بالمواضيع الفقهية الخفية التي اغفل البعض عنها وفسرها ابى حنيفية من ناحية فقهية سليمة وصحيحة.
وعرف عن الامام التواضع والوقار وقوة الشخصية والقدوة الحسنة فكان كثير التواضع مع تلاميذه ومع العامة من الناس فلم يكن يتباهى يوما بعلمة او بشهرته وانما كان يحرص على توصيل علمة لأكبر قدر من العامة والتلاميذ وارسال رسالة تعليمية لأصول الفقه وعرف عن الامام ايضا ان كان قليل الكلام كثير الصمت وكثير الكلام في الآراء الفقهية والمجالس العلمية فشبة البعض بأنه كالوادي عندما يسيل فى المجالس العلمية .
كثير ما انتشر المذهب الحنفي ليس فى الكوفة او العراق فقط وانما امتد الى مصر والشام وبلاد الروم وبلاد ما وراء النهر وذلك لحكمة المذهب وتواضعه وسماحة وامتد ايضا ليصل الى الصين والهند وذا دليل على حكمة هذا المذهب وفضل وحكمة استاذه وتلاميذه الذين اسسوا هذا المذهب عن صدق وامانه وجهد واجتهاد ليعلموا الناس فضل الدين الإسلامي الحنيف.
للمذهب الشافعي انتشار واسع في جميع البلاد العربية والاندلسية ويأخذ بالمذهب الشافعي اشخاص عديده ويلزموا بما جاء في المذهب من احكام فقهية فكان من الضروري دراسة هذا المذهب الذى يعد من اشهر المذاهب الاربعة ،فان المذهب الشافعي من اشهر المذاهب الفقهية والتي ضمت مدرسة الامام ابى حنيفة العديد والعديد من التلاميذ والذين صاروا فيما بعد شيوخ وائمة كبار وكان لهم الفضل فى تشريف المذهب الحنفي والفضل يرجع الي الامام ابى حنيفة والذى ايضا كان من اهم وافضل الائمة الذين درسوا الفقه الإسلامي واثروا فيه واثر فيهم من خلال اجتهاده الفقه في المسائل الدينية وعرف عن الامام التواضع والوقار وقوة الشخصية والقدوة الحسنة فكان كثير التواضع مع تلاميذه ومع العامة من الناس فلم يكن يتباهى يوما بعلمة او بشهرته وانما كان يحرص على توصيل علمة لأكبر قدر من العامة والتلاميذ.
خطة المقال:
- مولد الامام أبى حنيفة النعمان ونشأة
- فقه الامام أبى حنيفة النعمان
- مكانة الامام أبى حنيفة النعمان الفقهية
- طريقة الامام أبى حنيفة النعمان في الاجتهاد
- شيوخه وتلاميذه الامام أبى حنيفة النعمان
قائمة المراجع
كتاب التشريع الاسلامي للدكتور محمد محمود
تعليقات
إرسال تعليق